عاشق الجنان و حورها المدير العام
عدد المساهمات : 1262 نقاط : 59571 هل انت محبوب في المنتدي : 7 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 27/05/2009
| موضوع: رسالة إلى مــهــمــوم الجمعة يونيو 05, 2009 1:12 am | |
| [size=12]رسالة إلى مــهــمــوم
عبد الله بن سعيد آل يعن الله
الحمد لله تعالى ولي الصالحين، رب العالمين، ومجيب دعوة الداعين، والصلاة والسلام على صفوة المرسلين، وقدوة الناس أجمعين وعلى الآل والأصحاب أقمار الدين وزينة المتقين :
هذه رسالة أرسلها... إلى كل من أحاطه الملل في حياته، وسكن القلق عيشُه في صباحه ومسائه أرسلها... إلى كل من بارت عليه الحيل وضاقت به السبل أرسلها ... إلى كل من فنيت آماله ، وأوصدت الأبواب في زمانه أرسلها ... إلى كل من ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وضاقت عليه نفسه بما حملت أرسلها ... إلى كل من تربى في فكره الوساوس، وزاد في منسوب عيشِه الدسائس أرسلها ... إلى كل من ذاق طعم الهم ، وتجرع كأس الغم أرسلها ... إلى كل من اضطربت مشاعره ،واحترّت أعصابه أرسلها ... إلى كل من تأخر عليه الفرج ، ويأس مِن من بيده مفاتيح الفرج أرسلها ... إلى كل من لامه اللائـــــــمين ، وعذله العــــاذلين أرسلها ... إلى كل عاطل عن العمل ، وذاق طعم الملل والكسل أرسلها ... إلى كل من واجهته الصعاب، وترعرع في نفسه راسب الاكتئاب أرسلها... إلى كل من خاف من المستقبل ، وانزعج من كابوس الماضي أرسلها... إلى كل من أصيب بعاهة في جسده، وأصيب بالقرحة ومرض القلب وكل مرض نغص عيشُه أرسلها ... إلى كل من عانى وعانى من جفاء وقسوة ولده أرسلها ... إلى كل من عانى وعانى من جفاء وقسوة والده أرسلها ... إلى كل شاب صدره أضيق من سمِّ الخياط أرسلها ... إلى كل شاب تصرمت حياته بين كل ذنب وحرام ، وفقد الأنس بالعليم العلام أرسلها ... إلى كل شاب عاش بين صفحات الاكتئاب، وضاقــــــت عليه الأحوال من كل باب أرسلها ... إلى كل فتاة أحسَّت بالعنوسه، وفقد الزواج أرسلها... إلى كل امرأة انهار زواجها ، وفقدت حلاوة العيش ونعيم الزواج أرسلها ... إلى كل فتاة لم تنعم بالحياة ، ولم تتلذذ بطعم الإيمان إليكم أيها المسلمون... إليكم هذه الرسالة طرزتها بالود والوفاء، جملتها بكل مايزيل العناء بإذن العليم العلام .... ياالله ... ياالله ... ياالله ...
ولقد ذكرتك والخطوب كـــــــــــــــواحِلٌ *** ســودٌ ووجهُ الدهــــــــــــــــــرِ أغــبرُ قــاتِمُ فهتفت في الأســـــــــــحار باسمكِ صارخاً *** فإذا مُحيا كُـــلَّ فَجــــــــــــــرٍ بَاسِــــــمُ
ياالله .. قلت وقولك الحق {قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب} ياالله .. قلت وقولك الحق {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر} ياالله.. قلت وقولك الحق {أليس الله بكاف عبده} مهما رسمنا في جلالك أحرُفاً قُدسيةً تشــــــــدو بها الأرواحُ فلأنت أعظمُ والمعاني كلها يارب عند جلالكم تَنداحُ أيها المهموم : بقربي تعال .. وسبِّح المُتعال..
أيها المهموم :
... افهم ما أقول ، وترجم كل ما تقرأُ على أرض واقعك ، وليكن لديك وعياً في هذه الحياة،ولا تُصيُّرُك التوافه إلى الحضيض، وحقق السعادة في دنياك وآخرتك .
أيها المهموم : اصبر وما صبرك إلا بالله ، استقبل المكارة برحابة صدر .... استقبل الهموم والغموم بقوة وشجاعة تناطح السحاب .... فهل أوجد العلماء وهل أوجد الحكماء والأطباء حلاً للأزمات والمصائب غير الصبر؟! اصبر يامهموم فالله يقول { اصبروا وصابرو } اصبر يامهموم فالله يقول {اصبر وما صبرك إلا بالله } اصبر يامهموم فمحمد صلى الله عليه وسلّم يقول ( إن الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهم ) اصبر مهما داهمتك الخطوب اصبر مهما أظلمت أمامك الدروب فإن مع العسر يسر ... وإن مع الكرب فرج ...
أيها المهموم : من الذي يفزع إليه المكروب من الذي يستغيث به المنكوب من الذي تصمد إليه الكائنات إنه الله لا إلــــــــــه إلا هو
حقٌ علي وعليك أن ندعوه في الشِّدة والرخاء حق علي وعليك أن ننطرح على عتبات بابه سائلين ... باكين ... ضارعين ... منيبين {أمن يجيب المضطر إذا دعاه } الله قريب الله سميع الله مجيب يجيب المضطر إذا دعاه
يا مهموم يا مهموم يا مهموم يا مغموم ...
مد يديك ... ارفع كفيك ... اطلق لسانك ... أكثر من طلبه ... بالغ في سؤاله ... ألِحّ عليه ... ألزم بابه ... انتظر لطفه ...
أيها المهموم : إذا أصابك مايُهِمُّك ... ونزلت عليك النوازل ... وأصابتك الملمات ... وقهرك الرجال ... وفشلت في الأعمال ... فلا تغضب ... ولا تجزع ... ولا تنهر أهلك ... ولا تشتكي على أحد ... ولا تجعل شدّة المصيبة على أبيك أو على ولدك أو على أخيك أو على سيارتك ولكن قل
الحمد له ... قل الشكر لله ... قل قدر الله وما شاء فعل ... ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم ، إلا في كتابٍ من قبل أن نبرأها
وقال محمد فصل على محمد / عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابتها سرا شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
إذن استسلم للقدر ... لا تتسخط ... لا تتذمر ... اعترف بالقضاء والقدر ... وليهدأ بالك ... ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذاو كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ...
أيها المهموم :
قد يكون همك بسب فراغك القاتل أوالعطالة عن العمل ... ولكن ... تذكر نعمة الله عليك يكفيك أنك مسلم ... يكفيك انك مؤمن ... يكفيك أنك تصلي ... يكفيك أن حواسك غير معطّلة ... يكفيك الأمن والأمان ... يكفيك أنك قادر على العمل وإن لم تتيسر لك ظروف العمل ... يكفيك انك في صحة وعافية دائمة ....
فانظر لمن ملك الدنيا بأجمــعها *** هل راح منها بغير القطن والكفن
أيها المهموم : سوف أدلك على واسطة تحقق لك كل ما تريد ... ولكن إذا نويت الدخول عليه
فتهيأ تهيأًً كاملا والتزم بالشروط التي يجب إحضارها إليه من أجل أن يقبل ما عندك ثم بعد ذلك أدخل عليه
فهو يفتح أبوابه لك كل ليل لكي يقبل طلبات المحتاجين ....
ثم أرسل له برقية مباشره بينك وبينه حتى تخرج من عنده بثقة كاملة في الحصول على المطلوب وصد قني أن هذا الواسطة سوف تحقق لك من طلبك إحدى ثلاث أشياء ....
من هو هذا الواسطة لكي نذهب إليه هذه الليلة إنه ملك الملوك .... إنه رب الوزراء .... إنه إله الرؤساء .... إنه الله ... إنه الله ...
إنه الله الذي أمره بين الكاف والنون .... {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون}
فاستعد قبل الدخول عليه سبحانه عز وجل ...
فرغ قلبك من الشهوات ... والتزم بشروط إجابة الدعاء ... فإن الله لا يقبل من قلبٍ غافلٍ لاه ... حقق شرط أكل وشرب الحلال ... فأنى يستجاب لآكل الحرام
بعد ذلك أدخل عيه لوحدك في ظلمة الليل ... أدخل عليه في ذلك الوقت الذي ينام فيه أهل الوساطة الذين نتعلق بهم ...
ولكن ... ما نام الذي ما تنام عينه ... ما نام الحي القيوم ... يقول للعباد ... يقول للشباب ... يقول للعاطلين ... هل من سائلٍ فأعطيه ... ...هل من داعٍ فأستجيب له ....
هل من مستغفر فأغفر له ... نعم أليس الله سبحانه فرج الكرب عن أيوب ... أليس الله سبحانه ألان الحديد لداود ... أليس الله سبحانه فلق البحر لموسى ... أليس الله سبحانه جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم ... أليس الله سبحانه شق القمر لمحمد ...
لا إله إلا الله سافر الناس يتوسطون بالناس ونسو رب الناس ...
لا إله إلا اله في هذا الوقت قدم ما لديك على ربك ...
ادع ربك ... ناده ... اسأله ... استغفر منه ... استغفر منه ... استغفر منه ...
ثم إذا فرغت من دعائك له ،فإنك سوف تفوز بإحدى ثلاث أشياء
إما أن يحقق لك طلبك ... وإما أن يدِّخر لك يوم القيامة بشيء أفضل بكثير وكثير مما تطلبه في هذه الدنيا ... وإما أن يدفع الله بهذا الدعاء بلاءً ينزل ُ عليك من السماء ....
إذا اشتملت على اليأس القلوب *** وضاق بها الصــــدر الرحيب وأوطنت المكاره واطمــــأنـــت *** وأرست في أماكـــنــها الخطـــوب ولم تر لانكشاف الضر نفعا *** وما أجدى بحيلته الأريـــــــب أتاك على قنوط منــــك غوثٌ *** يمُنُّ بها اللطيف المستجـــيب وكل الحادثات وإن تنــــاهت *** فموصــــول بها فرج قريب
أيها المهموم : أذا ضاق صدرك ... وصعب أمرك ... وكثر مكرك ... وأظلمت في وجهك الأيام ...
فعليك بالصلاة .... عليك بالصلاة .... عليك بالصلاة .... [/size] | |
|